
أعزاءي الكرام في هذا المقال سنقوم بالإجابة على السؤال الذي حير العديد من الأشخاص، وهو أول ملكة في الإسلام حكمت اليمن، نادرا ما تسمع أن هناك مملكة تحكمها إمراه مسلمة، لكن الملكة أروى بنت أحمد الصليحي كسرت هذه المسالة، وتربعه على عرش الدولة الصليحة في اليمن والتي تعد أول ملكة حكمت في العهد الإسلامي، والتي أدارت شؤون اليمن ببراعة ما بين 492 ه و532 ه، ودامت فترة حكمها إلى ما يقارب 50 عاما، وكان يطلق عليها العديد من الألقاب منها السيدة الحرة، وبلقيس الصغيرة، واشتهرت بالثبات، والعدل، والمعرفة وسداد الرأي وإشتهر عصرها بالأدب والعلم الذي كان يطلق عليه بال عصر الذهبي، وتولت الحكم بعد وفات والدها أحمد الصليحي.
أولا: أول ملكة في الإسلام حكمت اليمن

1- نشأة الملكة أروى:
نشأة أروي وسط عائلة حاكمة في قرية جبلة بمدينة إب في اليمن، وكان والدها هو من يكم اليمن، وأمها رداح إبنة الفرع بن موسى من الأسرة الصليحية، وبغد وفاة والدها في الحادث الذي تعرض إليه، وبعدها إنتقلت أروي إلى القصر للعيش فيه، وكانت معروفة بجمالها وقافتها وذكائها وأدبها، كانت تهوى الشعر وكانت تكتبه، وبعد وصلها لسن 18 سنة تزوجت من أحمد المكرم ولي العهد، وأنجبت منه أربعة أبناء، وهما علي ومحمد وفاطمة وأم همدان، وتوفى الوالدان علي ومحمد.
وكانت تقع مدينة الجبلة بجنوب صنعاء وتبعدها بنحو 200كم وفي جنوبها الغربي توجد مدينة إب التي تبعدها بنحو 7كم، التي تقع فوق الهضبة المسطحة في السفح الشمالي لجبل التعكر، ويبلغ إرتفاعه نحو 1350مترا على سطح البحر والتي ثم تأسيسها من طرف الأمير عبد الله محمد الصليحي في سنة 458 هجرية، وعرفت بمدينة النهرين وذلك راجع إلى موقعها الجغرافي المتميز بحيث وقعت هذه المدينة بين نهرين كبيرين، ومجراهم مستمر على مدار السنة، وتتمتع هذه المدينة بمناظر طبيعية جد خلابة، وعديد من الأنهار والشلالات الرائعة، وإزدهرت أكثر مما كانت عليه من قبل بعد أن تعينها العاصمة.
وتكلفة الملكة أروى نيابتا على جوزها تسير أمور الدولة الصليحية باليمن، والتي قامت بتوزيع نفودها على القبائل المجاورة للإستلاء عليها وتوسيع أراضيها، فتولت حكم شعبها إبتداء من سنة 477ه الموافقة ل1085م، وثم تلقيبها بالسيدة الحرة، من طرف داعي الدعاة المستنصر بالله، وخليفة أمير المؤمنين، وجميع أوليائه الميامين، سيدة الملوك اليمن، وعصمة المؤمنين، وكهف المستجيبين، وحامية الدين وذخيرته، وبالقيس الصغرى، وحكى الداعي إدريس قيس، أن الملكة أرى كانت، لها ثقافة مميزة، حيث أنها كانت متمكنة من علم التنزيل والتـأويل، والرسالة والحديث الثابت على الأئمة.
وكانت تقدم يد المساعدة لدعاة خلفة لأنه كانت تفقه في العديد من العلوم، و كانت تستحق الإحترام، والشكل من طرف من خيرة الحكام، لأن كان لها تأثير كبير في بناء شعب مثقف، الشيء الذي فشل فيه العديد من الحكام، وفتح الخليفة المستنصر باب دعوته لتقديم لها يد المساعدة، لإفادتها في علوم الدعوة.
شاهد أيضا: حل لغز من هي المرأة التي ابوها نبي وزوجها نبي واخو زوجها نبي

2- فترة حكم الملكة أرى
وذامت فترة حكم الملكة أروى حوالى 51سنة التي بدأت من 447ه إلى 532ه الموافقة ل1085- 1138م وعرفت بالحكمة والثبات والعدل، وخلفت ورائها العديد من المآثر الإجابية التي عادة على الشعب بالنفع و توسيع وترميم الجامع الكبير الذي يقع في صنعاء، وإصلاح مدينة جبلة وثلأ والعديد من مدن اليمن بالصخور، وتعبيد الطرق وبناء الجسور، والمساجد وتأسيس مؤسسات علمية، والقيام بالوقفات الكبرى لها وتخصيص أجور لمدرسيها وعلمائها ويغيرها من الأمور الإجابية، ويترأسها جامع جبلة الضخم.
3- فترة ما بعد وفاتها
وعندما وفتها المنية قام شعبها بدفنها في مسجد جبلة، تكريما لروحها الطاهرة التي عادت على الشعب بالنفع، والتي أصبح يعطى بها المثل في العديد من المناظرات الدينية، وبعد وفاتها أصبحت الدولة الصليحية ضعيفة، وثم تفكيكها وتقسيمها إلى قبائل، والتي اختفت تمتما بعد أن قالم شاه بن أيوب الاستلاء عليها واستعمارها، سنة 569ه.
وضل إسمها راسخ في الفكر اليمني، والتاريخ الإسلامي، التي كانت أول ملكة في الإسلام والتي حفرت حروف إسمها من ذهب، إنتقلت أحداثها عبر عدة عصور من الزمن وتمرير العديد من العلوم والأدب والثقافات القيم التي كانت لها بمثابة الحجر الأساس، ولقب عصرها العصر الذهبي لأنه كان يضم الكثير من المثقفين والأدباء والشعراء والعلماء هذا أنه كان لديها شعب مثقف الشعب المثقب يصعب على الحاكم أن يأثر عليه وهذا يذل على أنها كانت حاكمة قوية ومتميزة.
وفي النهاية أعزاءي الكرام، نأمل أن ينال هذا المقال إعجابكم، ويحظى بإهتمام من طرفكم، والمرجو منكم أن لا تبخلوا علينا بتعليقاتكم التي تمنحنا الطاقة الإيجابية، للإجابة على إستفسارتكم وشكراً.