
كان صلى الله عليه وسلم اذا فزعه أمر قام الى الصلاة، وليس هذا مقتصر على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقط، بل مع سائر الانبياء الكرام عليهم السلام جميعا، ومن بين صلاوات هناك صلاوات مفروضا على كل مسلم راشد عاقل وهي الصلاوات الخمس، وهناك صلاوات العبد يحتاجها لنفسه ومقربة من الله عزوجل، ومن بين هذه الصلاوات نذكر صلاة الاستخارة، صلاة الاستخارة عزيزي القارئ أمرها جلل وعظيم، ومن عظمتها أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قد علمها لاصحابه رضوان الله عليهم جميعا الى يوم الدين، وقد ورد في الحديث الصحيح أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقول: ” «إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.»
واليوم احبتي في الله امامنا شرح مفصل وبسيط وسريع حول كيفية اداء صلاة الاستخارة؟
إذا احتار المسلم في الاختيار بين أمرين يلجأ إلى صلاة الاستخارة التي علمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم، و الاستخارة لغة: طلب الخيرة في الشيء يقال: استخر الله يخر لك، و اصطلاحا: طلب الاختيار أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله و الأولى بالصلاة أو الدعاء الوارد في الاستخارة
وهي طلب الخيرة في شيء و هي استفعال من الخير أو من الخيرة بكسر أوله و فتح ثانيه، بوزن العنبة و اسم من قولك خار الله له، و استخار الله: طلب منه الخيرة وخار الله له : أعطاه ما هو خير له و المراد: طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى احدهما.
ابن حجز: فتح الباري في شرح صحيح البخاري
اجمع العلماء على أن الاستخارة سنة، والدليل ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما كان يعلمنا السورة من القرآن“
أولا: شروط صلاة الاستخارة
- أن تكون الاستخارة في الأمور التي لا يعرف الشخص خيرها و شرها
- لا يجوز الاستخارة في المحرمات و المنهيات
- يجب أن تكون الاستخارة في الأمور المباحة أو المندوبات أثناء تعارض أكثر من مندوب
- الالتزام بالشروط العامة للصلاة كالطهارة و الستر و استقبال القبلة
ثانيا: وقت صلاة الاستخارة
للعلماء في جواز أداء صلاة الاستخارة وقت النهي أقوال، إذ تعرف هذه المسألة بذوات الأسباب و أقوال العلماء فيها:
- يجوز أداء الصلوات ذات الأسباب في وقت النهي إذا وجدت الأسباب الداعية لها و منها صلاة الاستخارة، و هو قول الإمام الشافعي و رواية عن الإمام احمد و اختارها بعض الحنابلة، و استدلوا في ذلك على أن النهي عن الصلاة في وقت النهي قد دخله تخصيص كجواز قضاء الصلاة الفائتة و جواز إعادة الصلاة لمن دخل المسجد و فيه جماعة يصلون فأراد أن يصلي معهم و لو كان في وقت النهي، ولا تدخل صلوات ذوات الأسباب في أحاديث النهي، لأنها مقترنة بسبب
- لا يجوز صلاة أي من صلوات النوافل المقرونة بسبب مطلقا، و هذا مذهب الأحناف و المالكية، و هو القول المشهور عن الإمام احمد و استدلوا على ذلك بان أحاديث النهي بلغت حد التواتر فهي أقوى بعمومها، وعليه فصلاة الاستخارة لا تجوز في وقت النهي
- و لمن يرغب في تأدية الاستخارة بالدعاء له أن يدعوا وقت ما شاء، لان الدعاء يجوز في أي وقت، أما إن كانت بالصلاة و الدعاء فهي ممنوعة في أو قات الكراهة عند المذاهب الأربعة و قد قال بذلك صراحة المالكية و الشافعية باستثناء إباحتها في الحرم المكي في أوقات الكراهة عند الشافعية، أما الحنابلة و الحنفية قد استدلوا بذلك على عموم المنع
- على المستخير أن يكون مقبلا على الاستخارة بذهن خال، و أن لا يكون قلبه مائلا إلى احد الأمرين، وأفضل وقت يقبل فيه على الاستخارة هو عند ورود الخاطر على القلب، فبصلاته و دعائه يظهر له الخير، أما إذا مال قلبه إلى احد الأمرين و قويت إرادته عليه فيمكن لذلك أن يخفي عن الرشد في الاختيار، الأحسن للمستخير أن يختار أفضل الأوقات و أكثرهم بركة و خير الأوقات الثلث الأخير من الليل ” ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني ، فاستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.” حديث
ثالثا: كيفية صلاة الاستخارة
- الوضوء كوضوء للصلاة
- النية من الضروري أن تكون للمسلم النية لصلاة الاستخارة قبل بدئها
- صلاة ركعتين و السنة قراءة بعد الفاتحة سورة الكافرون في الركعة الأولى أما في الركعة الثانية قراءة بعد الفاتحة سورة الإخلاص
- وفي آخر الصلاة يسلم المصلي
- بعد السلام من الصلاة يرفع المسلم يده متضرعا إلى الله و مستحضرا عظمته و قدرته و متدبرا بالدعاء
- في أول الدعاء نحمد و نثني على الله عز وجل بالدعاء، ثم نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد
- ثم قراءة دعاء الاستخارة ” اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك….” إلى آخر الدعاء
- و إذا وصل المسلم عند قول اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر هنا يسمي الشيء المراد له ثم يكمل الدعاء و يقول “خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري و آجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه“
- قولها مرتين مرة بالخير و مرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء ” وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني و معاشي وعاقبة أمري….” إلى آخر الدعاء
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد
رابعا: دعاء صلاة الاستخارة
عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
” اللهم إني أستخيرك بعلمك، و أستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فانك تقدر و لا اقدر، و تعلم و لا اعلم ، وأنت علام الغيوب ….”
” اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر هنا (تسمى الحاجة) خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه….”
” اللهم و إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( تسمى الحاجة) شر لي في ديني و معاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني و اصرفني عنه و اقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. ( تسمى الحاجة) “
و في رواية “ثم رضني به”
خامسا: دعاء الاستخارة دون صلاة
يجوز للمسلم أن يستخير الله تعالى بالدعاء دون أن يؤدي صلاة الاستخارة، حيث يمكن له أن يدعو الله بدعاء الاستخارة في أي حال من الأحوال، فالحاجة إليها دائمة ومتكررة وخصوصا إذا كان الأمر مستعجلا، أو حتى إذا كانت المرأة حائضا، و الأكمل للمسلم أن يجمع بين الصلاة و الدعاء، فان اقتصر على الدعاء فلا بأس لان صلاة الاستخارة سنة فلا حرج في تركها.
سادسا: علامات الاستخارة
يعرف المسلم الذي استخار اثر الاستخارة إما بعلامات القبول أو عدم القبول، أما علامات القبول باتفاق الفقهاء الأربعة تؤدي إلى انشراح الصدر أي ميل القلب إلى احد الأمرين ميل خارج عن الهوى، بينما تؤدي علامات عدم القبول إلى انصراف النفس عن الأمر وعدم بقاء القلب معلقا به.
قول العلماء:
وجود ثلاث أحوال لا يخلو المسلم منها بعد صلاة الاستخارة وهي:
- إقبال النفس على الأمر و خلوها من التردد و الحيرة فيه، وله هنا أن يقدم على العمل ويمضي فيه وهو دليل على أن الله تعالى هو الذي اختار له ذلك
- انصراف النفس عن الأمر و قلة رغبتها فيه، أو انعدامها
- بقاؤه في حيرة وتردد وله هنا أن يمضي في الأمر إذا ترجح في عقله النفع منه و يحسن ظنه بالله بان اختيار الله له هو الخير، ا وان يعيد الاستخارة أكثر من مرة، فان لم يترجح له احد الأمرين، أو انشرح له فانه يستشير من يثق به، فما صرفه الله إليه فهو خير.
ملاجظة مهمة قبل نهاية هذا الشرح؟ لابد من الانسان أن يتوكل على الله ثم ليهم ففعل الامر…
شاهد أيضا: هي اطول كلمة في القران الكريم لغز
ختما احبتي هذا شرحنا البسيط لامر صلاة الاستخارة، قم بالتعليق في اسفل المقال اذا اردت المزيد من هذا الشرح.